كَمُنَاِـطِرٍ جَسَّرَ بين العـمـل التـقـليدي والاقتصاد الرقمي، ظَلَّ مَسَارَ حَيَاتِي يَدور حول مفهوم "الوَصْل". وُلِدْتُ لِأسْرَةٍ تـجاريةٍ في مَركَـز القاهرة، وَمَـرَّتْ عَلَيَّ تـجربةُ إدارة مَتْـجَرِ الفَواكِهِ العائِلي وأعمال النقل اللوجستي في سِنِيَّ عُمْري الأولى، فَـمَنَحَتْنِي فهماً عميقاً لعَمَليَّاتِ التـجارة الملموسة. وَفِي عام 2005، كَانَ لِقَائِي مع مُسْتَثْمِرِين صِينِييَّــنَ بِمَثَابَـةِ بِدَايَـةِ رِحْلَتِي العَابِـرَةِ للثَّقَافاتِ في مَـجالِ الأعمَـالِ والَّتِي دَامَت عِشْرِيْن عَــاماً – بدءاً من إدارة سلاسل التوريد في شركات التصنيع الصينية، وصولاً إلى العمليات الإقليمية لشركات التكنولوجيا والإنترنت. لم تُعَـلِّمْنِي هَذِهِ الخِبْرَةُ قَواعِدَ إدارة الشَّرِكَاتِ الحَدِيثَةِ فَحَسْــب، بَلْ أَيْضاً أَعْطَتْنِي إدراكاً عميقاً لفِكْرَةِ "المُسْتَخْدِم أَوَّلاً" السَّائِدَة في عَالَمِ الإنترنِت.
أَثْـناءَ مُشارَكَتِي في بِنَاءِ أكبر منصة صينية في شمال أفريقيا، تَوَقَّدَ شَغَفِي بالاقتصاد الرقمي. فَـمِنْ خِلالِ الدِّرَاسَةِ المنهجيَّةِ لاستراتيجيات تشغيل المنصات، تَكَوَّنَتْ لَدَيَّ رُؤْيَةٌ تَـرَوْمُريَّةٌ مَفَادُهَا "تَحْوِيلُ التِّكْنُولُوجِيَا التَّقْليدِيَّةَ بِالقُوَّةِ الرَّقمِيَّة". وَجَاءَ تأسيسي لشركة "زيما تو شينج" للإعلام (Zima Tongcheng Media) عام 2023 كَثَمَــرَةٍ طَبيعِيَّةٍ لِهَذِهِ الرُّؤْيَةِ. وَمِنْ خِلالِ مِنْصَتِنَا "خدمتي" (www.eghuaren.com) الَّتِي تُقَدِّمُ خِدْمَاتٍ ذَكِيَّةً للحياة لِلأجَانِبِ المُقِيمِينَ في مِصْرَ بِسِتِّ لُغَاتٍ، اسْتَكْمَلْنَا حَالِيّاً نَـشْرَ شَبَكَةِ الخِدْمَاتِ في خَمْسِ مُدنٍ رَئِيسِيَّةٍ بِمِثْلِ القَاهِرَةِ وَالإسْكَنْدَرِيَّةِ، حَيثُ نُعالِجُ أَكْثَرَ مِنْ 2000 حَاجَةٍ يَومِيَّةٍ للحَيَاةِ العَابِرَةِ للحدودِ.
مِنْ صَاحِبِ مَتْـجَرِ فَوَاكِهَ على ضِفَافِ النِّيلِ، إلى مُنْشِئٍ لِطَريقِ الحَرِيرِ الرَّقمِي، ظَلَّ إيمَانِي رَاسِخاً بِأَنَّ القِيمَةَ التـجَارِيَّةَ الحَقِيقِيَّةَ تَكْمُنُ فِي القَضَاءِ على عَدَمِ التـكافُؤِ فِي المَعْلُومَاتِ، وَهَذَا بِالتَّحْدِيدِ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ فِي مِهْنَتِي عَلَى مَدَى العِشْرِينَ عاماً المَاضِيَةِ.
أَحْمَد عَبْد الحَلِيمْ
|